بعد تقارب كليتشدار أوغلو والأكراد.. انقسام يهدد معارضة تركيا

قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، تتزايد حوادث الانقسام في صفوف المعارضة التركية، وأحدثها استقالة مدوية داخل تحالف “الأمة” المعارض، الذي يراهن على الفوز بمرشحه الموحد كمال كليتشدار أوغلو.
واستقال ياوز أغرلي أوغلو، نائب رئيس حزب الخير، ثاني أكبر أحزاب تحالف “الأمة” المكون من 6 أحزاب، اعتراضا على ترشح كليتشدار أوغلو، ودخول التحالف في مفاوضات مع حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد.
وصف أغرلي أوغلو ترشيح كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، بأنه تم “فرضه بالقوة” على حزبه.
هاجم بتصريحات شديدة اللهجة المفاوضات الجارية بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي ذي الغالبية الكردية، والذي تنظر إليه الحكومة التركية، وكذلك أحزاب قومية، على أنه امتداد سياسي لحزب العمال الكردستاني المصنف بالإرهابي.
ذهب أغرلي أوغلو إلى أبعد من ذلك، حينما قال إنه يرجّح الهزيمة على أن يفوز من خلال “مدح قاتل الأطفال”، في إشارة إلى مؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، الذي يطالب حزب الشعوب الديمقراطي بإطلاق سراحه حال وصول المرشح الذي يدعمه الحزب إلى السلطة.
أضاف: “لن نكون تحت ظل الإرهاب”، معتبرا أن حزب الشعوب الديمقراطي “يبتز” الديمقراطية التركية.
تداعيات الاستقالة
المحلل السياسي التركي، هشام غوناي، يتحدث لموقع “هنا مصر “، عن توقعاته لنتائج استقالة نائب رئيس حزب الخير في هذا التوقيت الحرج:
هناك معارضين داخل حزب الخير يعترضون على كليتشدار أوغلو، لكنهم على عكس أغرلي أوغلو، احترموا قرار الحزب.
كان يجب عليه احترام قرار الأغلبية، وألا يثير البلبلة قبل أسابيع من الانتخابات المقررة 14 مايو.
وسائل الإعلام التابعة للحكومة أفردت مساحة واسعة لانتقادات أغرلي أوغلو ودعمت توجهاته.
من المحتمل أن ينضم لحزب الحركة القومية (حليف الحزب الحاكم في الانتخابات) الأقرب لتوجهاته، أو حتى الانضمام لحزب العدالة والتنمية.
لا أعتقد أن انسحابه من حزب الخير قد يؤثر على حظوظه الانتخابية، أو يتبعه استقالات جديدة.
وفي تقرير سابق، قال جوناي لموقعنا إن حزب الشعوب الديمقراطي وضع شروطا مقابل دعم كليتشدار أوغلو في الانتخابات، منها:
إطلاق سراح قادة الحزب المتواجدين في السجون.
طرح نقاش حول اللغة الكردية، حيث يسعى الأكراد لأن تكون اللغة الثانية في البلاد.
المشاركة في صياغة الدستور الجديد حال فوز المعارضة.
توسيع مفهوم المواطنة بحيث تشمل جميع العرقيات والأقليات في البلاد.
واعتبر أنه في حال تأكيد استجابة تحالف “الأمة” المعارض لهذه النقاط، فإن هذه يعني تنازله بقبول “شروط صعبة”.