
الإمارات تقدم 5 ملايين دولار لدعم حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة لإنقاذ 640 ألف طفل
30 أغسطس 2024 – بتوجيه من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أعلنت الإمارات عن تقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة تطعيم طارئة ضد شلل الأطفال في قطاع غزة. تأتي هذه الخطوة استجابة للوضع الإنساني المتدهور في القطاع، حيث تم تسجيل أول إصابة بالفيروس منذ حوالي 25 عامًا.
دعم الإمارات للشعب الفلسطيني: استجابة إنسانية عاجلة
تأتي توجيهات الشيخ محمد بن زايد ضمن الجهود المستمرة للإمارات في تقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني. وخاصة الأطفال، في مواجهة الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها. تُنفَّذ الحملة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). تهدف الحملة إلى تطعيم أكثر من 640 ألف طفل من غزة تحت سن العاشرة، من خلال توفير جرعتين من لقاح شلل الأطفال.
تفاصيل حملة التطعيم
تنطلق الحملة الأحد المقبل وتنفذ تدريجيًا في مختلف مناطق قطاع غزة. تبدأ المرحلة الأولى في وسط غزة، تليها المناطق الجنوبية والشمالية. تستمر كل مرحلة لمدة 3 أيام، ويتم تنفيذ الحملة خلال فترات الهدنة الإنسانية المخصصة لكل منطقة. ما يسمح للعائلات والأطفال بالوصول إلى المنشآت الصحية، كما يتيح للأطقم الطبية المجتمعية الوصول إلى الأطفال.
ووفقاً لما أعلنته منظمة الصحة العالمية، تم تسليم حوالي 1.26 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال إلى قطاع غزة، مع توقع وصول 400 ألف جرعة إضافية خلال الأيام المقبلة. يُشارك في الحملة أكثر من 2100 عامل صحي، بما في ذلك الفرق الصحية المتنقلة التي ستغطي جميع أنحاء القطاع.
خطر تفشي الأوبئة في غزة
تأتي هذه الحملة في ظل أوضاع مأساوية يعيشها القطاع نتيجة الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في 7 أكتوبر. مما أدى إلى نزوح عدد كبير من السكان وزيادة خطر انتشار الأمراض والأوبئة. أدى الازدحام الشديد وتدمير الأنظمة الصحية وشبكات المياه والصرف الصحي إلى تدهور الوضع الصحي بشكل كبير، مما يجعل حملة التطعيم ضرورة ملحة لمنع تفشي شلل الأطفال في غزة.
لضمان نجاح الحملة، سيكون من الضروري تطعيم ما لا يقل عن 90% من الأطفال خلال كل مرحلة من الحملة.
رصد أول إصابة بشلل الأطفال في غزة منذ 25 عامًا
أُعلن عن أول حالة إصابة بشلل الأطفال في غزة في يوليو الماضي، وهو أول تسجيل للفيروس منذ 25 عامًا. وفي 23 أغسطس، أكدت منظمة الصحة العالمية إصابة طفل واحد على الأقل بالشلل من النوع الثاني، مما يعزز الحاجة الملحة لإطلاق حملة التطعيم.
استمرار الجهود الإماراتية لمساندة غزة
لم تقتصر الجهود الإماراتية على حملة التطعيم فحسب، بل استمرت منذ بداية الحرب في تقديم الدعم الإنساني واللوجستي للشعب الفلسطيني. قدمت الإمارات أكثر من 40 ألف طن من المساعدات الغذائية والطبية ومواد الإيواء.
كما أنشأت حكومة الإمارات مستشفى ميدانيًا في جنوب غزة، ومستشفى عائم في ميناء العريش بمحافظة شمال سيناء، حيث تم تقديم الرعاية الطبية لأكثر من 27 ألف جريح فلسطيني. إلى جانب ذلك، وجّه الرئيس الإماراتي بعلاج 1000 طفل فلسطيني مصاب، و1000 مريض بالسرطان في مستشفيات أبو ظبي.
مشاريع حيوية لتحسين ظروف المعيشة
تشمل الجهود الإماراتية أيضًا إنشاء 6 محطات لتحلية المياه في مدينة رفح المصرية، بطاقة إنتاجية تبلغ 1.6 مليون جالون يومياً. تستفيد من هذه المحطات أكثر من 600 ألف نسمة من سكان غزة، مع إجمالي إنتاج يصل إلى 130 مليون جالون حتى الآن. هذه المشاريع تعكس حرص الإمارات على تحسين الظروف المعيشية في قطاع غزة، وتوفير احتياجات السكان الأساسية من المياه النقية.
خاتمة
تمثل الحملة الطارئة للتطعيم ضد شلل الأطفال في غزة جزءًا من الجهود الإنسانية الإماراتية المتواصلة. لدعم الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة. مع استمرار تقديم الدعم الطبي والغذائي، تطمح الإمارات إلى الحفاظ على صحة وسلامة الأطفال في غزة، ومنع تفشي الأمراض والأوبئة التي قد تؤثر على مستقبل الأجيال القادمة.